
عقب لقائه برئيس الجمهورية بقصر قرطاج على أعقاب زيارة عمل رسمية يؤديها الى تونس ، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري إنّ الأوضاع المحيطة بالبلدين إقليميا وعالميا لا تبشّر البتّة، ولا تطمئنّ إليها النفوس، مشدّدا على أنّ التنسيق بين البلدين في ظلّ هذه الأوضاع لم يعد ضرورياً فحسب، بل أصبح حتميا
وأشار عطّاف، في تصريح له عقب لقائه برئيس الجمهورية قيس سعيّد، إلى أنّ التنسيق بين تونس والجزائر لم ينقطع يوما، باعتبار أنّ البلدين “في خندق واحد”، على حدّ تعبيره
وأوضح وزير الخارجية الجزائري أنّ هذا التنسيق يتجلّى في مواقف البلدين المتناغمة والمتوافقة، سواء تعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية أو بتطوّرات الأوضاع في الجوار الإقليمي
وأضاف عطّاف أنّ الأوضاع إقليميا ودوليا لا تبشّر البتّة، ولا تريح البال، في ظلّ ما وصفه بـ”التلاشي المقلق” و”التجاهل المتزايد لأبسط القواعد والقوانين الدولية”، إلى جانب “تحييد دور المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة”
وأشار في السياق ذاته إلى “الانتكاسات المتكرّرة التي تتعرض لها تعددية الأطراف، أمام تصاعد منطق الانعزال، والقوة، واللاقانون”
ولاحظ الوزير الجزائري أنّه في ظلّ هذه التطوّرات، ما تزال منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية من أولى وأكثر المناطق تضرّرا، مشيرا إلى أنّ القضية الفلسطينية تشهد أخطر مرحلة في تاريخها، مؤكّدا على وجود “تسابق محموم على سبل الإجهاز عليها”
ولفت أيضا إلى ما تشهده القارة الإفريقية من تردٍّ “مقلق” في الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، مشيرا في هذا الخصوص إلى العدد الكبير من مناطق النزاع، التي باتت تطغى على المشهد القاري، وخاصة في منطقة الساحل الصحراوي
ترسيخ تقاليد التشاور والتنسيق الثنائي
من جهة أخرى، أكّد وزير الخارجية الجزائري أنّ الزيارة التي يقوم بها كمبعوث خاص للرئيس عبد المجيد تبون تندرج في إطار الحرص على ترسيخ تقاليد التشاور والتنسيق بين البلدين، مشيرا إلى أنّ هذا التواصل الدائم يمثّل وجها من وجوه التميّز الذي يطبع العلاقة بين الجانبين
وصرّح عطّاف: “أقول دون تحفّظ إنّ العلاقة بين البلدين تعيش أبهى عصورها، بفضل الحرص الدائم والرعاية الخاصة التي أحيطت بها من قبل الرئيسين سعيّد وتبون”
كما أعلن عطّاف أنّه سيعقد جلسة عمل مع نظيره التونسي، محمد علي النفطي، “للخوض في جميع الملفات المتعلقة بمجالات التعاون الثنائي، ودراسة السبل الكفيلة بتجسيد تعليمات رئيسَي البلدين (…) من أجل الحفاظ على تألّق العلاقة بين تونس والجزائر، وتحقيق المزيد من المكاسب خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين”