
قالت الوكالة الدولة للطاقة الذرية في تقرير إلى الدول الأعضاء، السبت، إنّ إيران نفّذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة، في 3 مواقع قيد التحقيق منذ فترة طويلة، فيما ذكرت طهران إنها ستتخذ “التدابير المناسبة” رداً على أيّ إجراء ضد إيران في اجتماع محافظي الوكالة.
وذكرت الوكالة الدولية أنّ إيران سرعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب إلى ما يقرب من مستويات صالحة للاستخدام العسكري، ودعت طهران إلى تغيير مسارها بشكل عاجل والامتثال لتحقيق الوكالة.
ويُشير التقرير إلى أنه حتى 17 ماي الجاري، جمعت إيران 408.6 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60%. بزيادة قدرها 133.8 كيلوجرام (294.9 رطل) منذ آخر تقرير للوكالة في فيفري.
كما قدّر تقرير الوكالة، وهو تقرير ربع سنوي، أنه حتى 17 ماي، بلغ إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 9247.6 كيلوجرام، والذي يشمل اليورانيوم المخصب إلى مستويات أقل. ويمثل ذلك زيادة قدرها 953.2 كيلوجرام منذ تقرير فيفري.
ووفقاً لتعريف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن 125 كيلوجراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 20%، كاف نظرياً، إذا تم تخصيبه أكثر، لإنتاج قنبلة نووية.
وقالت الوكالة في تقريرها إن إيران أصبحت الآن “الدولة الوحيدة غير الحائزة للأسلحة النووية التي تنتج مثل هذه المواد”، وهو ما وصفته بأنه “مصدر قلق بالغ”.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أنّ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية له دوافع سياسية ويكرر اتهامات لا أساس لها.
وتقول إيران إنّ برنامجها النووي مخصّص للأغراض السلمية فقط، لكن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي حذّر من أنّ طهران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستوى الأسلحة، لصنع “عدة” قنابل نووية إذا اختارت القيام بذلك.
أنشطة نووية سرية
وشدّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنّ إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة في ثلاثة مواقع كانت قيد التحقيق منذ فترة طويلة.
وجاء في التقرير “الشامل” الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة الدولية في نوفمبر أن “هذه المواقع الثلاثة، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءا من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها”.
ويأتي التقرير بعدما عقدت طهران وواشنطن عدّة جولات من المحادثات في الأسابيع الماضية، بشأن اتفاق نووي محتمل يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصّل إليه.
وزعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذا التقرير “يظهر أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية”، وأن “البرنامج النووي الإيراني ليس سلمياً”.
وتقدّر وكالات الاستخبارات الأمريكية أنّ إيران لم تبدأ بعد برنامجاً للأسلحة النووية، لكنها “قامت بأنشطة تُمكّنها من إنتاج سلاح نووي، إذا اختارت ذلك”.
وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل جروسي، السبت، إنه “يكرر دعوته العاجلة لإيران للتعاون بشكل كامل وفعال” مع التحقيق الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى سنوات في آثار اليورانيوم المكتشفة في عدة مواقع في إيران.
وقال جروسي في تقريره إن تعاون إيران مع الوكالة “لم يكن مرضياً” فيما يتعلق بآثار اليورانيوم التي اكتشفها مفتشو الوكالة في عدة مواقع في إيران لم تُعلن عنها طهران كمواقع نووية.