
نشر الرئيس الاسبق النادي الأفريقي على صفحته الرسمية بموقع الفايسبوك رسالة مفتوحة توجه بها لجمهور النادي الأفريقي. وبين الرياحي أن ما عاشه الأفريقي منذ سنة 2017 لم يكن غير مؤامرة تداخل فيها السياسي بالمالي والرياضي، وقفت وراءها أطراف لا تريد الخير للنادي وبحثت على الانتقام من سليم الرياحي لاسباب سياسية.
واضاف الرياحي في رسالته أن الوقت قد حان لطي صفحة الماضي وتجاوز السلوكات التي أثرت على النادي وصورته وأساءت الى جمهوره.
وفي خاتمة الرسالة طالب سليم الرياحي الجلسة العامة للنادي باعتبارها أعلى سلطة به، بايقاف التتبعات ضده والتنازل على القضايا وبضرورة فتح مسار قضائي للتدقيق في حسابات النادي المالية للفترة الممتدة من سنة 2012 ( سنة بداية رئاسته الأفريقي) الى سنة 2025.
يذكر أن الجلسة العامة للنادي الأفريقي ستعقد نهاية هذا الشهر لاختيار هيئة جديدة للنادي، من المنتظر أن يرأسها الدكتور محسن الطرابلسي المترشح الوحيد للرئاسة.
وهذا نص تدوينة السيد سليم الرياحي:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى السادة المنخرطين أعضاء الجلسة العامة للنادي الافريقي ، رئاسة النادي، وكل من تداول على تسيير هذا الصرح من الشرفاء عبر هيئات سابقة،
تحية رياضية تليق بالمقام وبعد،
أولا أبارك للسادة أعضاء القائمة الوحيدة المترشحة لرئاسة النادي وعلى رأسها رئيس القائمة الدكتور محسن الطرابلسي، وأتمنى لهم التوفيق والسداد ، أما بعد :
أتوجّه إليكم اليوم بخطابٍ لا يُحركه دافع شخصي ولا مطمع ذاتي، بل تحمله المسؤولية الأخلاقية، ويُمليه الانتماء العميق لنادٍ عظيم كان لي شرف رئاسته وخدمته في واحدة من أكثر مراحله حساسية وتعقيدًا قدّمت خلالها للنادي الإفريقي ما استطعت من جهد ووقت ومال، عن قناعة خالصة، ودون انتظار لردّ الجميل، إيمانًا مني بأن خدمة الرياضة في تونس شرف لي، وأن الانتماء لا يُقاس بالربح والخسارة. غير أن ما أعقب مغادرتي الرسمية، كان مؤلمًا ومخيبًا، حين استُعمل اسم الجمعية في ملاحقة رئيس سابق، لم يبخل في أحلك الظروف، ووقف في الخطوط الأمامية يوم عزّ النصير.
حيث انطلقت، منذ سنة 2017، مرحلة موجعة من تاريخ النادي، شاركت فيها ،عن وعي أو عن غفلة، بعض الهيئات المتعاقبة، حين تورّطت في رفع قضايا ضدي باسم النادي، ضمن مشهد عبثي لا يسيء لي شخصيًا بقدر ما يسيء لتاريخ النادي ومؤسساته وهيبته.
ولكي لا نخدع أنفسنا، علينا أن نُقرّ اليوم، وبعد مرور ثماني سنوات، بأن ما حدث لم يكن مجرد خلاف رياضي أو سوء تسيير، بل كان اختراقًا ممنهجًا، حمل أوجهًا سياسية ومالية، وقادته أطراف معلومة من خارج أسوار النادي ومن داخله للاسف، وأستغل فيه النادي كأداة لضربي سياسيًا وتشويه الحقائق، وتحريف التاريخ، وتمزيق صورة جمعية رياضية كان يفترض أن تظل فوق الحسابات والمزايدات.
إن استمرار القضايا المرفوعة ضدي، باسم النادي، رغم ما شابها من تلفيق وتحضير سياسي مُسبق، لا يمسّني فحسب، بل يمسّ كرامة النادي ذاته، ويُشوّه تاريخه ويُعمّق الجراح بينه وبين أبنائه.
ومن هذا المنطلق، أتقدّم بمطلبين واضحين من المطالب المشروعة، الواضحة، والضرورية لإرساء مسار جديد يقوم على التصالح، الشفافية، والوفاء للتاريخ:
- التنازل الرسمي عن جميع القضايا المرفوعة ضدي باسم النادي الإفريقي وذلك عبر تفويض الجلسة العامة للهيئة المديرة، قانونيًا، للقيام بإجراءات التنازل.
فاستمرار هذه القضايا يمثّل قيدًا أخلاقيًا ومعنويًا، ويشكّل سابقة خطيرة في تعامل الجمعيات مع من خدموها في أصعب اللحظات، وهو أمر لا يليق بتاريخ النادي ولا بمكانته. - التقدّم بإذن على عريضة إلى القضاء قصد تسمية ثلاثة خبراء لإنجاز اختبار مالي شامل للفترة الممتدة من سنة 2012 إلى سنة 2025،
على أن يُشرف عليه محامٍ مستقل يتم تعيينه من قِبل الجلسة العامة، ويشمل الاختبار كافة العقود، الموازنات، التحويلات، الخطايا المحلية والدولية وتواريخها ، وطرق وإثباتات سدادها …
وأؤكد من موقعي إلتزامي الكامل بالتعاون وتقديم كل الوثائق والمستندات ان طلبت مني ، لتمكين اللجنة من رفع تقريرها النهائي أمام الجلسة العامة والرأي العام، إنصافًا للحق، وإغلاقًا لصفحة طال أمدها.
هذه المطالب لا تستهدف أحدًا، بل تستهدف الحقيقة، لا تُخاصم أشخاصًا، بل تُصارح واقعًا تعبنا جميعا منه.
أردت من خلالها فتح باب الأمل، وتثبيت أرضية مصالحة شاملة، تنهي حروب الانقسام، وتعيد للنادي هيبته واحترامه، وتضمن له مستقبلًا يليق بتاريخه وجماهيره.
وأتوجه الآن إلى جماهير النادي، الأوفياء:
لقد تعبتم من المغالطات، وسئمتم التجاذبات، أعرف ذلك.
َأَسْتَأْمِنُكم على هذه المطالب الواضحة، وأرجو أن تكون بعيدًا عن أي لبس أو تأويل : غايتي الوحيدة أن أُبقِيَ باب الإفريقي مفتوحًا في قلبي ، أريد للنادي أن يبقى دارًا نعود إليها، بيتًا مفتوحا بقلوبٍ بيضاء نقية.
ما أطلبه هو ردّ الاعتبار، وإجهاض مؤامرة دنيئة شُيّدت على التوظيف السياسي والفساد الذي نخر النادي لسنوات.
فالنادي أكبر من الأشخاص، وأبقى من المناصب، وأعزّ من كل تصفية حساب.