
في ليلة استثنائية، مزج فيها الفن بالقضية، أطلّ الفنان الفلسطيني محمد عساف على ركح المسرح الأثري بقرطاج ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، ليحوّل السهرة إلى موعد مع الوطن، والوجدان، والكرامة.
منذ لحظة دخول الجمهور إلى الساحة، كانت فلسطين حاضرة في كل التفاصيل: في الكوفية، في الأعلام، في الأغاني التي ترددت عفويًا قبل بداية العرض. العائلات، الشباب، الشيوخ… الكل جاء ليقول كلمة واحدة: “نحن معكم.”
عساف… صوت الأرض والكرامة
بصوت عذب، بدأ عساف عرضه بأنشودة وطنية رافقها تصفيق. كل الأغاني التي قدّمها خلال الحفل كانت وطنية، في رسالة واضحة تؤكد تمسكه بالقضية، وإيمانه بأن الفن الحقيقي هو ما ينبض بالكرامة والانتماء.
غنّى عساف لفلسطين، للحرية، للكرامة، وللإنسان العربي، وأثبت أنه ليس فقط نجم “Arab Idol”، بل حامل رسالة فنية راقية وصادقة.
عساف لم يقدّم مجرد حفل غنائي، بل شارك جمهوره لحظة صدق. أهدى فيها كل نغمة لبلده، وغنّى كما لم يغنِّ من قبل.
وتونس، كعادتها، فتحت له قلبها ومدارجها، فكانت قرطاج في تلك الليلة أقرب إلى القدس منها إلى المتوسط.
كريم بنعبدالله