
العشرية الاخيرة للمشهد الثقافي التونسي تميزت بظاهرة اعتبرها الكثير من النقاد و الادباء التونسيين و العرب ، ثورة في تاريخ الثقافة التونسية ، بل و قيل فيها انها تغيير جذري في عمق الثقافة و تجميل لوجهها الذي تآكل بفعل الحصار و التصحر الثقافي بالموازات مع ما عاشته تونس من كبت سياسي و حصار و سد لكل المناقذ امام المثففين .
ظاهرة تناولناها في اكثر من مناسبة مع ولادة كل كاتب شاب يضاف الى قائمة المبدعين . و اليوم سنتاول بالطرح ، أحد الوجوه الشبابية التي التحقت في السنوات الاخيرة بقائمة الكتاب الشبان .
السيد ياسين اولاد الجبالي ، أحد قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس ، و النقابي الذي لا يشق له غبار ، طرق ايضا باب الادب و الفلسفة عبر ثلاث كتابات امتدت على الثلاث سنوات الاخيرة من 2021 تباعا .
يمكن القول اولا و بعد الحوار الذي اجرته الخبر التونسية مع الكاتب ، ان البيئة الاجتماعية و الفكرية التي تشبع منها و انخراطه في الشان العام كان لا بد له ان تتوج بكتابات يبلغ من خلالها افكاره و يشيد قناعته ليستفيد منها كل راغب في الانخراط في بناء البلد .
الانتاج الاول الذي كان بعنوان ” الفنون الدفاعية الصينية ” تحدث عن تجربة سنوات من رياضة ” الكونغ فو” و ” التايكوندو ” تطرق فيه الكاتب لفنون القتال ، نظريا و تطبيقيا ووضع فيه القانون الاساسي للاتحاد الدولي للكونغ فو ليكون بمثابة وثيقة للشباب الراغب في التعرف على هذه الرياضات الفردية النبيلة سواء بالتطبيق او بالتنظير من خلال قانون التحكيم
لم تنتهي تجرية ياسين اولاد الجيالي عند هذا الحد بل تطورت الى انتاج ثاني ، هو الفلسفة الكونفيشيوسية ” على اعتبارها من اواىل الفلسفات في التاريخ الانساني ، و كذلك لكونها تضم اسماء مفكرين و فلاسفة عظماء انتموا لهذه المدرسة ، الكتاب تناول بالدرس هذه الفلسفة ، منطلقاتها مبادئها و غاياتها و خلص في النهاية الكاتب الى اهم ما يمكن اعتماده في هذه الفلسفة من منطلق واقعنا المعيش .
ثم تواصلت رحلة القلم مع كتاب ثالث تطرق الى دولة الصين كنتاج لابداعين سابقين ، بعنوان ” جمهورية الصين الشعبية ” تضمن محاور مهمة تحدثت عن بلد الصين حضاريا و ثقافيا و اقتصاديا و طبعا سياسيا و كيف ان هذا البلد غير واقعه عبر التاريخ من بلد يعاني ازمات اقتصادية و اجتماعية الى اقوى طرف اقتصادي عالمي
ياسين اولاد الجبالي الكاتب الذي انجبته مرحلة عسيرة من تاريخ تونس وضع اسسا يمكن اعتمادها مستقبلا في تطوير علاقة بلادنا مع الشرق عموما و جمهورية الصين الشعبية .
الكتاب تبعه ملحق مترجم لدستور الصين .
اضاءة على كاتب تونسي شاب سيكون له مستقبل مزهر في عالم الادب في تونس و في العالم العربي . اصداراته متوفرة في المكتبات التونسية
و لا يمكن ان نختم لقاءانا سوى بالتساؤل عن مدى الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة لياسين اولاد الجبالي و كان الاجابة المعهودة عند كل المثقفين التونسيين ان الوزارة تجاهلت كل مجهوداته و لم تساهم في اي اصدار لا في النشر ولا في التوزيع ولا بالتشيجع