
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوضع واشنطن العاصمة تحت السيطر الفيدرالية وتجريدها من حكمها الذاتي بسبب ارتفاع معدلات الجريمة، خاصة بعد اعتداء على موظف حكومي. ترمب هدد بنشر الحرس الوطني إذا لم تحارب السلطات المحلية الجريمة بسرعة. واشنطن تتمتع بحكم ذاتي منذ 1973، وتحظى بدعم ديمقراطي قوي، مما يصعب تنفيذ تهديدات ترمب دون موافقة الكونجرس.
*ملخص بالذكاء الاصطناعي. تحقق من السياق في النص الأصلي.
هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوضع العاصمة الأميركية واشنطن تحت السيطرة الفيدرالية المباشرة وتجريدها من حكمها الذاتي، وذلك على خلفية حادث اعتداء تعرض له عضو بوزارة كفاءة الحكومة DOGE، الأسبوع الماضي.
وتوعّد ترمب الذي دأب على تصوير العاصمة باعتبارها بؤرة للجريمة والفوضى، بنشر الحرس الوطني والاستيلاء على شرطة المدينة إذا لم تتحرك السلطات المحلية بسرعة لمحاربة الجريمة.
وفي 7 أغسطس، وجّه ترمب بتعزيز حضور قوات إنفاذ القانون الفيدرالية في واشنطن لمكافحة الجريمة لمدة أسبوع على الأقل، مع إمكانية التجديد، بموجب الأمر التنفيذي السابق له الذي أنشأ فرقة عمل “جعل العاصمة آمنة وجميلة”.
“العاصمة الليبرالية”.. هدف الرئيس
في حوالي الساعة الثالثة من صباح يوم 3 أغسطس، تعرض أحد موظفي ترمب المختص بتقليص الحكومة الفيدرالية، إدوارد كوريستين، الملقب بـ”بيج بوولز” لاعتداء من قبل مجموعة من المراهقين في حي لوجان سيركل بالعاصمة، حاولوا سرقة سيارته وقاموا بضربه، ثم لاذوا بالفرار بعد تدخل دورية شرطة قريبة والإمساك باثنين منهما يبلغان من العمر 15 عاماً.
وصف ترمب الحادث للصحافيين في المكتب البيضاوي بأنها “جريمة سخيفة”. وأضاف: “لا بد أن يكون هذا المكان الأفضل إدارة في البلاد، وليس الأسوأ إدارة”، مهدداً أنه إذا “لم تُنظّم واشنطن العاصمة أمورها بسرعة، فلن يكون أمامنا خيار سوى السيطرة الفيدرالية على المدينة، وإدارتها كما ينبغي”.
وتعود تهديدات الرئيس الجمهوري بالسيطرة الإدارية على العاصمة واشنطن إلى عهد إدارته الأولى.
واعتبر أستاذ التاريخ السياسي بجامعة بينجهامتون في نيويورك، والخبير في السياسة الأميركية الحديثة دونالد نيمان، أن حادث الهجوم على موظف وزارة الكفاءة الأميركية ما هو إلا “ذريعة أكثر منه سبباً”.
وأضاف نيمان لـ”الشرق”، أن ترمب “يزدهر بمهاجمة الأعداء، وخاصةً من تكرههم قاعدته الشعبية، وواشنطن العاصمة هي الهدف الأمثل لذلك”.
ودأب ترمب على انتقاد واشنطن المدينة الليبرالية، ومركز البيروقراطية الفيدرالية، التي يقطنها الأميركيون من أصل إفريقي تاريخياً، ويشكلون اليوم نحو 47% من سكانها البالغ عددهم أكثر من 700 ألف نسمة.
ولم تصوت العاصمة، الأكثر تأييداً للحزب الديمقراطي، لترمب في انتخابات الرئاسة 2024، بل منحت أكثر من 90% من أصواتها للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وفي عام 2020، أعطت المقاطعة 92٪ من أصواتها لجو بايدن مقابل 5٪ لترمب. ومن قبلها فازت هيلاري كلينتون فيها بنسبة 93٪ مقابل 4٪ لترمب، في 2016.
الوضع الإداري الخاص للعاصمة
في يوليو الماضي، اعتبر ترمب خلال اجتماع بالبيت الأبيض أن لديه سلطة كبيرة لإدارة الأماكن إذا دعت الحاجة ويمكنه إدارة واشنطن العاصمة وأن يركز على ذلك.
لكن لتحويل واشنطن العاصمة إلى نظام فيدرالي يجب أن يتم تعليق أو إلغاء قانون الحكم الذاتي لعام 1973 الذي يمنح المقاطعة حكماً محلياً. وقال ترمب بعد الحادث الأخير إن “المحامين يدرسون الأمر”.
وتأسست واشنطن العاصمة باسم مقاطعة كولمبيا عام 1790 عبر تسوية سياسية.
وفسّر أستاذ العلوم السياسية وعضو الأكاديمية الفخرية في جامعة أوهايو، بول بيك ذلك، قائلاً لـ”الشرق”، إن الآباء المؤسسين حرصوا على عدم وجود العاصمة داخل ولاية محددة لكي لا تتأثر بالحكومة المحلية، “وفي سبيل ذلك خصص واضعو الدستور جزءاً من ولاية فرجينيا لتكون مقراً للحكومة الوطنية”.