
في حركة تنمّ عن وعيه العميق بأهمية الفعل الثقافي كمحرّك لسواكن الانسان ولأهدافه الانسانية والقيمية الراقية بادر الشاعر التونسي المعروف وذي الصيت العالمي يوسف رزوقة إثر إحالته على شرف المهنة من قطاع الصحافة المكتوبة الى تحويل مقرّ اقامة عائلته بمنطقة قصور الساف بولاية المهدية الى مركز ثقافي مهمّ بالمنطقة خاصة وعلى المستويين الوطني والدولي
وعرف صاحب هذه البادرة بكرمه وعطائه اللامحدود للثقافة والفنون وبدعمه للابداع الشبابي ورعايته للمواهب خاصة خلال فترة اشتغاله بجريدة”الصحافة”حيث فتح المجال للمبدعين الشبان الذين منحهم من كرمه ومن طاقته بلا حدود
وقد أضحى هذا المنجز الثقافي الخاص فضاء رحبا لاستقبال الشعراء لمعانقة أحلامهم وابداعاتهم والفنانين التشكيليين لعرض انتاجاتهم بمراسم متعدّدة وأنيقة والمسرحيين ليجنّحوا في بيتهم الجديد بمدينة قصور الساف الشاطئية الجميلة ووفاء من صاحب هذا البيت الثقافي للكلمة واخلاصا منه للأجيال الصاعدة كسند حقيقي للمواهب الشابة وحارسًا وفيًا لروح المسرح الهاوي.
وعن هذا المشروع أفادنا الشاعر يوسف رزوقة أنه ينتصب في مدخل سلقطة بجانب أول مدرسة بالمدينة وهو مركز ثقافي يهدف الى جعل الثقافة أكثر إشراقًا، والمسرح أكثر حياةً حيث يضم المركز قاعة اجتماعات وعرض و مكتبة ومشربة ومسرح بالهواء الطلق وليست له أي صبغة ربحيّة باعتباره بالأساس استثمار في الثقافة وفي تغذية العقول
يذكر ان صاحب هذه المبادرة النبيلة هو قامةٍ أدبية شامخة، عُرفت بوفائها للكلمة وبإخلاصها ، فكان سندًا حقيقيًا لكل المبدعين في تونس واختار ان يضع رصيده المالي في استثمار ثقافي ناجع على عكس غيره من المستثمرين في المجالات التجارية الربحية ليخرج بذلك عن السرب ويحقق الاستثناء الايجابي وهو المعروف باصداره لعشرات الدواوين الشعرية و رسام له ما يزيد عن 150 لوحة زيتية غاية في الروعة كما يتقن عديد اللغات ومن أهمها اللغة الاسبانية وله علاقات مفتوحة مع عديد المبدعين من كافة أنحاء العالم وفي مختلف الفنون والذين سيحطون الرحال بقصور الساف عبر المرور بهذا المركز الثقافي الخاص الذي اطلق عليه”المركز الثقافي سلقطة:بيت يوسف رزوقة”وذلك للمساهمة في تأثيث مشهد ثقافي وفني وابداعي ذي صيت عالمي
منصف كريمي