
روى الشقيقان الأميركيان عدنان وتور ستومو، الناشطان ضمن أسطول الصمود العالمي الذي كان يستهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، تفاصيل قرصنة جنود الاحتلال الإسرائيلي للسفن واعتقال أعضاء الأسطول في المياه الدولية. وكشف الشقيقان أن قوات الاحتلال قامت بالتنكيل بالنشطاء وسرقة المتعلقات الشخصية والاعتداء عليهم ورفض منحهم الأدوية، وانتقدا موقف مسؤولي القنصلية الأميركية الذين لم يساعدوهم بل طلبوا منهما الاستجابة للمطالب الإسرائيلية بالتوقيع على بعض الأوراق.
وكان الناشطان قد وصلا، أمس الجمعة، إلى مطار دالاس بولاية فيرجينا الأميركية، واستقبلهما العشرات في المطار بهتافات “مرحباً في منزلكم. فلسطين حرة، وقولها عالية عدنان وتور نحن فخورون بكما”، وحمل المستقبلون لافتات كتب عليها “نحب عدنان وتور، ومرحباً بكما، وشكراً لكما”، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وارتدوا الكوفية.
وهتف عدنان بمجرد وصوله: “من النهر إلى البحر. فلسطين حرة، ومن النهر إلى البحر فلسطين ستعيش للأبد”، بينما كان يرتدي قميص السجن الأبيض الذي ارتداه في مكان احتجازه في إسرائيل، ولا يزال يرتديه لتذكير نفسه بآلاف المسجونين من الفلسطينيين دون ذنب وآلاف الأطفال والنساء والرجال المدنيين الذين فقدوا أرواحهم تحت وطأة الاحتلال. أما تور، فعانق أصحابه وأصدقاءه بمجرد وصوله، ثم قبّل رأس والدته، وقاوم الاثنان دموعهما أمام الجموع، بينما كانت هناك دمعة تترقرق على خد والدته نادية، وهي تمسحها بسرعة، بعد أيام من القلق على ولديها، خصوصاً بعدما سمعت عن احتجازهما والاعتداء عليهما وإصابتهما بالمرض.
لم يرتكب تور وعدنان أي ذنب، فقط كانا ضمن مجموعة كبيرة تصل إلى ما يقارب 500 من الناشطين الإنسانيين من جميع أنحاء العالم، حاولوا فعل ما لم تستطع الدول والمنظمات الدولية تحقيقه، وهو كسر الحصار عن نحو مليوني شخص تمنع عنهم إسرائيل الماء والدواء والغذاء، مخالفة بذلك كل المواثيق والقوانين الدولية والتشريعات والشرائع. رفضت هذه المجموعة الصمت والتخاذل العالمي واستقلت 43 قارباً، في محاولة إنشاء ممر إنساني إلى غزة.
من جانبه، وصف تور لحظة مهاجمة قاربهم بأنها أظهرت “جبن الاحتلال”، قائلاً: “عندما اختطفونا بشكل غير قانوني في المياه الدولية، عرفنا فوراً أن حكومة إسرائيل وجنودها جبناء وخائفون من رد الفعل. الجنود لم يؤذوا أحداً على قاربي لأنهم يعرفون أن قتل الفلسطينيين أو سرقة أراضيهم لا يثير أي رد فعل كافٍ، لكن سرقة قوارب حلفائهم مثل السفن البريطانية أو البرتغالية، فإن الأمر يختلف”. وانضم تور إلى الأسطول بدافع إنساني، وقال: “كنا مدنيين عاديين، أطباء وصحافيين ونشطاء، نحمل مساعدات لشعب يموت جوعاً”.
وكشف تور أن الأمر تغير تماماً معه عند وصوله إلى الميناء، حيث وصف تفاصيل معاملته الشخصية المؤلمة، قائلاً: “عند نزولي قيدوني بأصفاد بلاستيكية، ودُفعتُ إلى الأرض، وما زلت أحمل جروحاً على يدي، وفي الحافلة ضُربت وقُيِّدَت يداي خلف ظهري لساعات وغُطِّي وجهي، وفقدت الوعي”. وأشار إلى أنه وُجهت البنادق إلى وجوههم مباشرة في السجن، ومُنعوا من الحصول على الأدوية ومن رؤية الأطباء والمحامين، وتساءل: “هكذا يعاملون مواطني أعظم حلفائهم، مواطني الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج؟ نحن الذين تسمح حكومتنا لهم بمواصلة جرائم الحرب، فكيف يعاملون الفلسطينيين؟ هذا تعبير عن الازدراء للعالم كله، بمن فيه حلفاؤهم”.
وكشف تور عن سرقة جنود الاحتلال الإسرائيلي المتعلقات الخاصة الشخصية به وبزملائه، مضيفاً: “سرقوا كل أغراضي، وأخذوا كل ما أملك، وقاموا بتسجيلها، وأعطوني إيصالاً. وعندما غادرت، تركوا لي الإيصال فقط. إنه أمر تافه، إنهم تافهون. إنهم ليسوا حلفاءنا”. ودعا حكومة بلاده إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها، وأشار هو وأخوه إلى ضرورة أن يحاسب المجتمع الدولي إسرائيل على جريمة الحرب التي ارتكبتها بانتهاك اتفاقية جنيف عبر منع مرور قافلة مساعدات إنسانية مدنية.