حتى لا ننسى أحد رجالات الرعيل الأول، نكتب اليوم عن المناضل الوطني المرحوم عبد العزيز الخميري، أحد أبناء الحزب الاشتراكي الدستوري الذين قدّموا الكثير في صمت، وترأس لسنوات طويلة لجنة التنسيق الحزبي بجندوبة بإخلاص ونزاهة وكفاءة عالية.
تميّز الفقيد بأخلاق رفيعة وطيبة قلب نادرة، وكان قريبًا من الهياكل القاعدية للحزب، منصتًا لانشغالاتهم، ساعيًا دائمًا إلى حلّ مشاكلهم، ومتدخلًا لدى مختلف السلط لتسوية الملفات ذات الصلة بالعمل الحزبي والاجتماعي. وقد حظي باحترام واسع لدى المناضلين لما عُرف عنه من صدق ومساعٍ دائمة لمساعدة الجميع دون استثناء.
وليس ذلك بغريب، فالمرحوم ينتمي إلى قبيلة خمير، إحدى أكبر القبائل التونسية ذات الجذور الأمازيغية العريقة. قبيلة خمير التاريخية، التي تستوطن جبال خمير غرب تونس وشمال شرق الجزائر، عُرفت بالشجاعة والصمود في مواجهة الاحتلال الفرنسي، وبإسهامها في المقاومة الوطنية. وهي منطقة جبلية ذات غابات كثيفة، تضم مدنًا كبرى مثل عين دراهم وفرنانة، وتشكل جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والتاريخي للشمال الغربي.
رحم الله عبد العزيز الخميري، رحمة واسعة، وجازاه عن عطائه وإخلاصه للوطن والحزب والمجتمع خير الجزاء. وسيظل ذكره حيًا في ذاكرة كل من عرفه وعمل معه.
.الناصر البوسالمي

