في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الموافق 21 أكتوبر 2025، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومحيطها تصعيداً عسكرياً جديداً تمثل في هجوم جوي مكثف نفذته طائرات مسيّرة من طراز “استراتيجية انقضاضية”، استهدفت مناطق متفرقة في الخرطوم وشرق النيل وأم درمان. ووفقاً لشهادات ميدانية، سُمع دوي انفجارات قوية في عدد من المواقع، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، خاصة في المناطق السكنية القريبة من مواقع السقوط. ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد العمليات الجوية خلال الأسابيع الأخيرة، وسط غياب أي إعلان رسمي من الجهات العسكرية أو الحكومية بشأن طبيعة الطائرات أو الجهات المنفذة.
انفجارات متفرقة
أفاد شهود عيان من مناطق الحاج يوسف وأم درمان بأنهم رصدوا تحليقاً مكثفاً لطائرات مسيّرة في سماء الخرطوم، متجهة نحو مطار الخرطوم وشرق النيل، قبل أن تسقط بعضها وتحدث انفجارات عنيفة اهتزت لها المنازل. وأكد السكان أنهم سمعوا أصوات ما لا يقل عن 11 طائرة مسيّرة، أعقبها دوي انفجارات متتالية، دون أن يتمكنوا من تحديد ما إذا كانت تلك الأصوات ناتجة عن سقوط الطائرات أو عن تصدي المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني لها. هذا الغموض في طبيعة الهجوم يعكس تعقيد المشهد الأمني في العاصمة، ويزيد من حالة القلق الشعبي في ظل غياب المعلومات الرسمية.
الهجوم الأخير يأتي بعد أيام من عمليات مماثلة نفذتها قوات الدعم السريع، حيث استهدفت مواقع عسكرية في أم درمان والخرطوم، قبل أن تتصدى لها المضادات الجوية التابعة للجيش السوداني. هذا التصعيد المتكرر يعكس تحولاً في طبيعة المواجهات بين الطرفين، من الاشتباكات الأرضية إلى استخدام الطائرات المسيّرة في ضرب أهداف استراتيجية داخل المدن. ويثير هذا التحول مخاوف متزايدة بشأن سلامة المدنيين والبنية التحتية، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة أو حلول سياسية قريبة. ويُنتظر أن تؤثر هذه التطورات على المشهد الأمني العام في العاصمة، وتعيد ترتيب أولويات الجهات المعنية في التعامل مع التهديدات الجوية المتزايدة.

