أحالت وزارة التشغيل والتكوين المهني إلى أنظار القضاء 31 ملفا تتعلّق بتجاوزات ارتكبتها مؤسسات للتكوين المهني الخاص و60 ملفا تتعلّق بتجاوزات في حق مكاتب غير قانونية تنشط في مجال التوظيف بالخارج، وفق ما أعلنه وزير التشغيل رياض شوّد، خلال الجلسة العامة المشتركة بين مجلسي النواب والجهات والأقاليم المنعقدة ليل الأربعاء الخميس، لمناقشة مهمّة وزارة التشغيل والتكوين المهني لسنة 2025.
وذكر وزير التشغيل في تعقيبه على مداخلات نواب الشعب، ان وزارة التشغيل والتكوين المهني أحالت الى القضاء 31 في حق مؤسسات ومراكز للتكوين المهني الخاص اثر تقرير تفقّد أنجزه المركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية، مشيرا الى أن الوزارة تحركّت كذلك باحالة 60 ملفا الى الجهات القضائية في حق مؤسسات للتوظيف بالخارج اثر تلقّيها شكاوى من طرف مواطنين تضرّروا من أعمال تحيّل.
وأكد وزير التشغيل، ان الوزارة لن تتوانى عن مكافحة كل شبهات “الاحتيال والفساد” من أجل حماية حقوق طالبي الشغل والمتكوّنين، مضيفا قوله “فليتحمّل كل من أجرم في حق الشعب مسؤوليته أمام القانون”.
وأعلن في سياق آخر، أن عدد الشركات الأهلية المسجّلة بالسجل الوطني للمؤسسات ارتفع الى 120 شركة، مشيرا الى أن مجلسا وزاريا سينعقد قريبا من أجل تنقيح القانون المتعلّق بالأراضي الدولية بغاية اعطاء الأولوية لهذه الشركات في الاستفادة من الأراضي الدولية.
وأقر بأن هذا الصنف من الشركات يواجه بعض الاشكاليات التشريعية، مؤكدا في المقابل ان “تونس تشهد في الوقت الحالي ثورة تشريعية ويقع تنقيح النصوص من أجل دعم نشاط هذه الشركات لتكون رافدا للتنمية والنمو”.
ولاحظ، أن وتيرة احداث الشركات الأهلية المحلية منها والجهوية في تصاعد منذ احداث خطة كاتبة الدولة للشركات الأهلية، معتبرا أن هذه المؤسسات تنتمي الى النموذح التنموي الذي يستهدف المبادرات الجماعية.
ورأى أن بناء نموذج تنموي جديد ليس بالأمر الهيّن لأنه يتطلب تغييرا في العقليات والمقاربات، مبينا أن الوزارة تعمل على توفير كل متطلّبات النجاح لهذه الشركات من خلال تهيئة الاطار التشريعي والهيكلي.
وذكر أن الوزارة توفر المرافقة في فضاءات المبادرة لأصحاب أفكار مشاريع الشركات الأهلية، فضلا عن رصد خط تمويل سنوي ب20 مليون دينار من ميزانية الدولة سنويا على امتداد ثلاث سنوات، مبينا أن المبلغ الاجمالي المرصود لتمويل هذه الشركات سيصل الى 60 مليون دينار، استهلكت منها فقط 9 مليون دينار منذ مطلع 2024.
وابرز، أنه لا يوجد سقف لتمويل المشروع لانشاء الشركة الأهلية اذ يمكن أن يصل التمويل للمشروع الواحد 5 ملايين دينار وقد يتخطّى 1 مليون دينار لتلبية احتياجات التمويل لفائدة الباعثين، وذلك طبقا لاتفاق وقّعته الوزارة مع 6 بنوك ومؤسسات مالية.
وكشف، عن أنه تكليف المديرين الجهويين للتشغيل والتكوين المهني ليكونوا بمثابة المخاطب الوحيد لباعثي الشركات الأهلية، موضحا أن أصحاب مشاريع الشركات الأهلية بامكانهم التوجّه الى هؤلاء المسؤولين لتسهيل نشاطهم في اطار تقريب وتسهيل الخدمات المسداة.
وعلى مستوى حوكمة الشركات الاهلية، قال الوزير، انه سيقع احداث لجنة قيادة وطنية على مستوى كتابة الدولة على ان يتم احداث لجان جهوية تتعهد بهذا الملف يترأسها الولاة.
وخلص الى أن نجاح الشركات الأهلية يكمن في الدخول في طور النشاط ثم الثبات والصمود بالارتكاز على الجودة وخوض المنافسة طبقا لقوانين السوق باعتبار أن هذه الشركات تعدّ جزءا من القطاع الخاص.
وعلى صعيد التكوين المهني، أقرالوزير، أن منظومة التكوين المهني فقدت الكثير من قدرتها الجاذبية، معلنا، عن مراجعة مستوى الالتحاق بالتكوين المهني الذي كان مشروطا بالمستوى الأدنى ضمن التاسعة أساسي.
وأعلن انه بحلول فيفري المقبل، ستدخل شهادة المهارة حيز النفاذ وتمكّن هذه الشهادة جميع طالبي التكوين الذين غادروا في مستويات تكوين أدنى من التاسعة أساسي من الالتحاق بالتكوين المهني، كما تجيز للحاصلين على الأستاذية والاجازة وحتى الدكاترة من الانتفاع بتكوين تكميلي يستمر ل6 أشهر.
وأعلن كذلك عن أن الوزارة ستراجع خارطة التكوين وستحدث تغييرات جوهرية في الاختصاصات التكوينية من أجل ملاءمتها مع متطلبات سوق الشغل، وكذلك ستقوم بمراجعة البرامج النشيطة للتشغيل لتكون أكثر نجاعة وتضمن الادماج المهني.
وتتطلّلع الوزارة الى ابرام اتفاقيات للشراكة في التعاون الدولي ضمن مجال التشغيل، وفق ما أفاد به الوزير، مضيفا، أن الهدف يتمثل في توفير فرص للتشغيل بالخارج لليد العاملة التونسية المختصة بموجب اتفاقيات وهي تتباحث مع كل من فرنسا والسعودية وقطر وليبيا حول هذا الأمر.
من جهتها، أكدت كاتبة الدولة للشركات الأهلية حسنة جيب الله، أن الشركات الأهلية ستكون محركا تنمويا قادرا على خلق ديناميكية في الجهات ومساهما في تكريس الدولة الاجتماعية العادلة وتوفير فرص العمل اللائق.
وذكرت أن كتابة الدولة للشركات الأهلية تعمل وفق مخطط عمل استراتيجي يتضمن خطة عمل عاجلة ترتكز على اختزال الآجال والتدخل الفوري للشركات الاهلية المحلية والجهوية، مؤكدة، أن عدة تحفيزات وقع اقرارها من أجل دعم نشاط هذه الشركات.
وأعلنت أنه سيقع اعفاء الشركات الاهلية من دفع القيمة المضافة للمقتنيات التي تدخل في نشاطها، مبرزة، أن الوزارة توفر الدعم الفني والمرافقة لباعثي هذه الشركات وكذلك أحدثت رقما أخضر للاستجابة لمشاغلهم.
أفاد وزير التشغيل والتكوين المهني، رياض شوّد، مساء اليوم الإربعاء، خلال الجلسة العامة المشتركة بين الغرفتين النيابيتين، المنعقدة بقصر باردو لمناقشة مهمّة الوزارة لسنة 2025، أن ميزانية وزارة التشغيل والتكوين المهني للسنة القادمة تبلغ 1015.350 مليون دينار مقابل 999.589 مليون دينار خلال سنة 2024، مسجّلة بذلك تطورا بنسبة 1.58 بالمائة.
وخصّصت الوزارة اعتمادات بقيمة بـ 470.989 مليون دينار كميزانية لبرنامج التكوين المهني، أي بنسبة 46.3 بالمائة من الاعتمادات الجملية لمهمة الوزارة، ورصدت اعتمادات بقيمة 379.829 مليون دينار لبرنامج التشغيل ستخصص لتمويل برامج التشغيل والعمل المستقل ومواصلة تهيئة وبناء مكاتب التشغيل.
ويقدّر نصيب برنامج تنمية المبادرة الخاصة، من ميزانية وزارة التشغيل للسنة القادمة، بـ 134.500 مليون دينار، بهدف تطوير الأنموذج الجديد للتنمية الذي يرتكز أساسا على الشركات الأهلية، حسب الوزير، الذي اعتبر أن هذه الشركات “ركيزة لدفع التنمية والتشغيل” و”مشروع وطني ” يستجيب لرهانات الحد من البطالة وتنمية الجهات حسب خصوصياتها واحتياجاتها.
وستواصل الوزارة، من خلال مشروع ميزانية 2025، العمل على مزيد دفع نسق إحداث الشركات الأهلية وتحقيق التنمية الجهوية وبالمعتمديات أساسا، من خلال تجاوز الصعوبات التشريعية والإجرائية والمالية لتركيز هذا الأنموذج التنموي الجديد، حيث تسعى إلى المساهمة في تطوير الإطار التشريعي، خاصة المتعلق بالأراضي الدولية الفلاحية قصد تمكين الشركات الأهلية من أولوية استغلالها، وإلى توفير المرافقة والتكوين لفائدة هذا الصنف من الشركات وتطوير المحتوى الإعلامي حولها.
وتمّ ضمن ميزانية 2025 رصد اعتمادات بقيمة 20 مليون دينار لتمويل الشركات الأهلية، كما تم تخصيص خط تمويل ثان لفائدة هذه الشركات بقيمة 10 مليون دينار بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، على أن يتم خلال السنة المقبلة التّرفيع في سقف تمويل هذه الشركات من 300 ألف دينار إلى 1 مليون دينار.
وبيّن شوّد أن الوزارة تسعى خلال السنة المقبلة إلى تحديث أجهزة وأنماط التكوين ودعم تكافؤ الفرص والرفع من مردودية المؤسسات الاقتصادية ودعم تنافسيتها وتنشيط سوق الشغل فضلا عن دفع نسق إحداث المشاريع الفردية والجماعية من خلال نشر وتنمية ثقافة المبادرة الفردية والجماعية وتأمين مسار مرافقة متكامل لفائدة الأفراد والمؤسسات الصغرى والمتوسطة والشركات الأهلية وتيسيير النفاذ إلى مصادر التمويل والإدماج الاقتصادي خاصة للفئات الضعيفة ومحدودة الدخل وذوي الإعاقة.
وتعمل الوزارة خلال سنة 2025، في هذا السياق على تطوير برامج المبادرة الخاصة على أن تشمل عملية المرافقة كامل فترة إحداث المشروع من خلال تطوير حقيبة أدوات المرافقة المشخصة وحسب خصوصية المشاريع.
وستؤمن الوزارة آلية جديدة لدعم المؤسسات المتعثرة لإستعادة نسق نشاطها والمحافظة على ديمومتها وتثبيت مواطن الشغل بها، حسب برنامج يتضمن خدمات مرافقة تؤمنها جميع الهياكل العمومية المعنية بالمرافقة والدعم المالي في شكل قروض بشروط ميسرة.
وفي ما يتعلق بالدعم المالي للإدماج الاقتصادي والاجتماعي لجميع الفئات، ستعمل الوزارة، حسب شوّد، على تيسيير نفاذ المؤسسات الصغرى والمتوسطة إلى مصادر التمويل، وذلك من خلال إحداث خط تمويل بقيمة 20 مليون دينار يخصص لإسناد قروض متوسطة وطويلة المدى لفائدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة بما في ذلك المؤسسات الناشئة إضافة إلى تمويل حاجيات التصرف والاستغلال بشروط ميسرة.
وأكد الوزير أن ميزانية وزارة التشغيل لسنة 2025 تشجع على الإدماج المالي والاقتصادي للفئات الضعيفة ومحدودة الدخل وبعثها للمشاريع، إذ سيتم إحداث خط تمويل بقيمة 20 مليون دينار يخصص لإسناد قروض دون فائدة لتمويل أنشطة لكافة المجالات الاقتصادية إضافة إلى إحداث خط تمويل بقيمة 5 مليون دينار يخصص لإسناد قروض دون فائدة لتمويل أنشطة في كافة المجالات الاقتصادية لتعزيز الإدماج الاقتصادي لذوي الإعاقة.
كما سيتم دعم التمكين الاقتصادي لفائدة مصابي الاعتداءات الارهابية وعائلات شهداء الثورة وجرحاها من خلال إحداث خط تمويل بقيمة 2 مليون دينار يخصص لإسناد قروض دون فائدة لتمويل أنشطة في كافة المجالات الاقتصادية.
وتسعى الوزارة في سنة 2025، إلى تحرير الطاقات وضمان العمل اللائق من خلال تعزيز تجربة نظام المبادر الذاتي الذي تم الإعلان عن انطلاق التسجيل بمنصة الخدمات الخاصة بها يوم 11 نوفمبر 2024، وفق الوزير.
وأكد الوزير أن مهمة التشغيل والتكوين المهني تعمل على تحقيق الادماج المهني وتطوير الاقتصاد الوطني والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستجابة إلى حاجيات سوق الشغل واليد العاملة المختصة ودعم التكامل مع النسيج الاقتصادي وأن الحد من نسب البطالة يستدعي رسم سياسات عمومية محورها تحسين التشغيلية والرفع من نسب إدماج مختلف أصناف الباحثين عن الشغل والتأقلم السريع مع حاجيات المؤسسات الاقتصادية من الكفاءات والمهارات ودعم المبادرة الخاصة الفردية والجماعية والادماج الاقتصادي لجميع الفئات.
وأفاد شوّد بأنه سيتم مراجعة المنظومة التشريعية للتكوين المهني في إطار رؤية شاملة وسياسة موحدة للمنظومة الوطنية لإعداد وتنمية الموارد البشرية خاصة بعد صدور الإطار المنظم للمجلس الأعلى للتربية والتعليم.