
أنا أمارس الصحافة منذ سنوات، تقلدت كل المسؤوليات، كنت الكاتب العام لنقابة الصحفيين، حاورت كل مسؤولي الدولة، مارست الصحافة المكتوبة والرقمية والسمعية البصرية وطنيا ودوليا…
نقابي منذ كنت طالبا، تعلمت في الجامعة أن الخوانجية والدساترة وجهان لعملة واحدة، عارضت حركة النهضة والإسلاميين بقوة منذ 2011، وكنت من المتفائلين بحركة 25 جويلية 2021.
أعترف أن ما سمي بالعشرية السوداء كانت فترة ذهبية بالنسبة لحرية الصحافة.
أعترف، باعتباري صحفي محترف وحاصل على الشارة الدولية أنني كنت أمارس مهنتي بكل حرية واحتراف في ظل حكم الخوانجية وأنني فقدت هذه الحرية منذ قدوم الجراد واصطفاف بعض الرفاق من أجل لعق الأحذية.
لا أحب الخوانجية (إضافة: لا أحبهم فكريا وسياسيا، ولكن انسانيا لي فيهم أحباء وأصدقاء) وأنا ضد مشروعهم السياسي ولا أحب المرزوقي ولا الباجي وأنا ضد مشاريعهم السياسية ولكنني كنت أمارس مهنتي الصحفية بكل حرية ودون ضغط ولا عوائق.
لم تشهد تونس انهيارا في حرية الصحافة كما تشهده اليوم، إننا نعود إلى فترة بن علي وأحيانا أشنع.
يفقد الصحفي والمواطن كرامته عندما يفقد حريته.