الجمعة, 25 آب/أغسطس 2023 21:44

بوتين على مهل يفرض التوازن/ بقلم خليفة بن سالم

كتبه
قيم الموضوع
(1 تصويت)
لم يكن قادة الغرب يتوقعون ان يبقى النظام الروسي صامدا كل هذا الوقت أمام الحصار المالي والاقتصادي وحتى الخدماتي الذي فرضه الغرب على روسيا بوتين بعد الخلاف العسكري والمجابهة الميدانية مع اوكرانيا على أن نقاش و تحليل عناصر القوة التي جعلت من التوقعات في الغرب عدا اقلية قليلة   من المثقفين ويساريي السياسة كانوا يقولون ويحذرون ساسة أوروبا من مخاطر اللعب مع الدب الروسي والمراهنة على النصائح الأمريكية المغشوشة على الدوام ..قلنا قبل تحليل ذلك من المفيد العودة إلى الوراء لفهم المبررات التي دفعت بروسيا التدخل في اوكرانيا ...
الغرب اقنع زلنسكي بإستفزاز روسيا ..
يدرك قادة أوروبا الغربية واتحادهم ان بلد اوكرانيا جعلت منه الجغرافيا جسر يصل الشرق الأوروبي بغرب أوروبا هذه الجغرافيا فرضت ابعادا ديمغرافية و سوسيولوجية متشابكة مع روسيا وهو ماشكل بين الكيانين تشابكات وصراعات وتداخل دائم  مرة محكوم بالمجابهة ومرة بالخضوع واخرى بالتناغم وهي معادلة اقتضت دائما أن يكون حاكم كييف فاهما كيف يفكر العقل السياسي في الكرملن ومن ثمة يحسب خطواته وهنا مربط الفرس في ما حدث بين بوتين وزلنسكي فهذا الأخير جاء إلى السياسة من عالم الضحك والتهريج والى الحكم بديمقراطية المعلبات الاتصالية  فذهب في" ضنه "  انه واع  بطلباته ان يجعل اوكرانيا بلدا في فلك الغرب بالاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي و ضامنة لكل معاهدات الدفاع المشترك ، صار" مصدقا " اته زعيما قوميا وبطل استقلال جديد هكذا "زينوا"له الأمر مقابل ان يفرض على بوتين المجابهة العسكرية  و زيلنسكي للأسف يحكم بلدا ربما التهريج التلفزيوني لم يترك له الوقت ليدرك ان بصنيعه ذلك سبدمر  بلاده وبصنيعه ذلك سيعيد لروسيا ادوارا تاريخيا خرجت منها بفعل بريسترويكا غورباتشوف ثم انهيار الاتحاد السوفيتي وهو تحليل غاب على كثير من نخب الغرب جزءا من ذلك وليد مركزية العقل الغربي وغروره و الرؤية الدونية تجاه الاخر ..الغرب لا ينهزم و التاريخ عرف نهايته و العالم تحت الوصاية الأمريكية والروس دخلوا مستنقع اوكرانيا سينهزمون عسكريا واقتصادهم سينهار وسينتهي الأمر بمحاكمة بوتين هكذا كان يقول الإعلام والبرامج ونخب أوروبا اول اندلاع الحرب خاصة وان حكومات أوروبا الغرب والولايات المتحدة اتخذوا من الإجراءات والقرارات في حق روسيا  و شعبها ما لم يتخذ في شان اي نظام سياسي في التاريخ قرارات هدفها كان وواضحا إلحاق الهزيمة بروسيا    واذلال بوتين وهي إجراءات مشفوعة بحملات اعلامية وقصف دعائي والاسلوب هو نفسه دائما اعتمد مع العراق وليبيا وسوريا وغيرهم حيث اتهام هذه الانظمة باستعمال الكيماوي و النووي وووالخ من الأسلحة المحظورة    والمجرمة دوليا ومع ذلك بدا الروس اكثر هدوءا وأكثر حذرا حتى في استعمال السلاح وفي المجابهة العسكرية وكأنهم كانوا يدركون أهمية المعركة الاتصالية وفي هذا الإطار يمكن التأكيد على أن روسيا ظلت على الدوام محل تعاطف في الاوساط الشعبية في بلدان مايعرف تاريخيا دول العالم الثالث ودول عدم الانحباز وشعوب أفريقيا وامريكا اللاتينية و اسيا في المقابل تجد السياسات الغربية ويقافتها رواجا عن الغالبية من مثقفي وساسة هذه الدول والمجتمعات كل هذا يبدو أنه لم يعد قابلا   للاستمرار فموازين القوى بدأ بوتين بتغييرها عسكريا في اوكرانيا و فب أفريقيا وقبلها في سوريا و اقتصاديا تمكنت روسيا من تحقيق اكتفاءها الذاتي الغذائي و بل صارت قوة مصدرة ومكنتها معارك اوكرانيا من التحكم في طاقة أوربا و غذاء أفريقيا ومعظم البلاد العربية ..
ليس بالحرب وحدها تتفوق الأمم...
 
بالتوازي مع معارك الميدان في سوريا واوكرانيا وحضور لم يعد خافيا على احد في أفريقيا بدا مخطط فرض التوازن في العلاقات الدولية تظهر ملامحه في تحالف روسي صيني تجمع بينهما تواريخ جبهة يسارية معادية للامبريالية إلى مجابهة عصرية اليوم بعيدة عن تقسيم ايديولوجي للعالم إلى تقسيم عقائد ي جديد فيه تطلع للعيش خارج الوصاية  والهيمنة الامبريالية الغربية وهذا في أفريقيا وامريكا اللاتينية والجنوبية والحق في السوق بالنسبة للصين و الرغبة في الإقلاع بالنسبة للهند واعادة التوازن لضمان ديمومة البقاء في مربع اللاحرب واللاسلم بالنسبة لروسيا وهي كلها عناصر اذا ما ضمنت الحد الأدنى المالي والتبادل التجاري وسياسات برغماتية بإمكانها ان تبشر بحلول زمن عودة التوازن في العلاقات الدولية وهذا هو على مايبدو   جوهر وغرض تشكل مجموعة "البريكس"و التي كان واضحا ان الغرض منها خمس دول فالتسمية تشير الي الدول الخمس المؤسسة    و مع ذلك سريعا ما بدأت الفكرة في التنظم الموازي فكرة مغرية فالعالم ضاق ذرعا بالهيمنة الأمريكية والغربية وهذا السر في رغبة العالم "المهاجرين رؤية بوتين منتصر كرد فعل طبيعي على الوصاية والهيمنة التي يمارسها الغرب على شعوب العالم وهو مايفسر كيف ان دولا كدول الخليج التحقت بالبريكس وتنتصر لفكرة التوازن في العلاقات الدولية رغم أنها تاريخيا موالية للسياسات الأمريكية في المنطقة ..
والسؤال اذا تمكن بوتين اليوم من الصمود العسكري والاقتصادي   و من تغيير موازين القوى داخل القارة السمراء فهل سيكون الفصل الأخير طاولة مفاوضات بين الروس والامريكان فمتى و اين؟
قراءة 1155 مرات آخر تعديل في الجمعة, 25 آب/أغسطس 2023 21:52
المزيد في هذه الفئة : « الهجرة الغير شرعية.. حياة أو موت

رياضة وطنية

ثقافة و فنون

رياضة عالمية